.

.
.

الهبكة





.  تواريخ حائلية  .

.   تاريخ ما أهمله ... التاريخ   .




معركة الهبكة، وحدثت سنة: ١٣٤٨ هـ، والهبكة اسم آبار في الحزول، قرب رفحاء،وسببها أنّ قوماً فرحان المشهور و مرضي الرفدي ) * خرجوا على النظام، ورغبوا في العودة الى أسلوب النهب، والغزو وأحياناً على بكرٍ أخينا  إذا لم نجد الاّ أخانا

فأعلن أمير حائل ابن مساعد، رحمه الله، النفير


وفتح باب التجنيد، وتقدم، حوالى/٩٩/ رجل،وشاب، للخروج اليهم، وأمّر عليهم سليمان الشنيفي، رحمه الله،  فأكتمل العدد، مائة، وخرجوا الى ملاقاة الخصم، في الهبكة،وسبقوهم الى الآبار ، وصارت خلفهم، وجاء القوم الآخرون، وهم عطشى وآيقنوا بالهلاك، أما عطشاً، أو قتلاً.فأختاروا القتال، وكان يقودهم رجل ،فارس، شجاع، لا يهاب الموت..!
وكان- كما يقال- عن الشجاع، بلا قلب، ويتقدم الصفوف في المعارك، دائماً، فضنوا به على الموت ،فتحايلواعليه،وخدعوه، حتى شدّوا وثاقه،ورموه في الصفوف الخلفية ، وأوكلوا به من يقف عليه من الرجال الأشداء، خوفاً من أن يقطع الحبال ويقدم.!
ونصب الموت خيمته، وفتحت المنايا أشداقها وبدأت المعركة في ضحى يوم أغبر ، قاتم.!

وقتل خلق من الخارجين ، غير أنه لاحت علامات الهزيمة ، على أهالي حائل.!
وبدأ عدد المائة يتناقص تتابعاً وسريعاً، ومباغتاً.!
ولمّا استعرّ القتل، ولمّا جاء الدور ،على الأمير الشنيفي،رحمه الله، أنقذته فرس
الأمير ابن مساعد، وهي نادرة، وأصيلة، وفريدة.!
وحاول القوم اللحاق به، ليشرب من كأس المنايا، حاله حال جنده غير أنهم عجزوا ،
 وخابوا ، وظلوا ولم تقف به الفرس الاّ في قصر الأمارة ، في رفحاء،وسط ذهول الناس.!
ونعود الى السرية فبدا للوهلة الأولى،أن جميعهم قتلوا، غير أنه كان للأرادة
الألهية القول الفصل، فبقي عايد الطريفي، رحمه الله، وهو أحدهم، بين الحياة، والموت
وخيل لمن تفقدهم من الخصم، أنه ميتاً.وغادر من بقي من الخارجين الى العراق.!
وفي اليوم التالي، حضرت إحدى القبائل، قليلة العدد، ضعيفة الشأن، الى ميدان
المعركة، علّها تجد بارودة مكسورة أو خنجراً ،أو أي شيء ينتفع به، وكان من ضمن الباحثين، أمرأة عجوز.!
وبينا القوم يسيرون بين الجثث، سمعت العجوز أنين عايد، رحمه الله ووقفت أزاءه، 
وحارت قدماها، وجاء النداء من قومها، بالرحيل، غير أنها قالت لن أذهب، وأترك هذا الجريح.وحاولوا ثنيها، وبينوا لها خطورة هذا العمل، وصعوبته.غير أنها ردت عليهم بإنزال خيمتها من حمارها، ونصبته، قرب عايد.!

وذهب القوم ، وتركوها وبدأت المرأة تعالج الرجل، بما توفر لها من قليل معرفة ، وقليل دواء، وتقلب الرجل يمنة ويسرة على الرماد الحار، حتى بدأ يسترد وعيه، وئيداً،وئيداً ، فسحبته عن رائحة الجثث، وعن منظر الموت، ومشهد القتلى.!

ونقف ، لنعود الى حائل، فجاءهم الخبر الحزين، وكان بعض المفقودين منهم ، عليه عطر الزواج، أي حديث زواج، كسعود الخطيب، رحمه الله، وأعلن الحداد في حائل، وساد الحزن، ولمّا يصل بعد، خبر نجاة عايد الطريفي، وزوجته، 
مثلها، مثل نساء المفقودين لبست ثوب الحداد، وبكت الرجل، وحقّ لها ذلك.!

وكرت الأيام، ونسي العالم الكارثة،وبعد مضي سنة، أو يزيد، وفي يوم له من السعد 
نصيب، شاهد الناس عايدا ، عائداً، على جمل يمخر عباب باب الصفاقات.!!

فأنقسم الناس بين مصدق، ومكذب، وسأله سائل:
أأنت عايد عائداً..؟؟
فقال: هو، هو.ففرح به الناس،وأوّل الفرحين زوجته، بالطبع.!
وكأن عودته، رحمه الله، بلسما وترياقاً أنساهم  بعض المعاناة..!

ومكث قليلا بحائل، ثم اشترى حصانا، وذهب الى الديار الحجازية ، ليبيعه ،غير أن الحصان، نفق، في الطريق، فوصل الحجاز، خالياً الوفاض.!
وألتحق بمن كان من جماعتنا ،هناك، ليبحث عن عمل، فسدت في وجهه الأبواب.!

وفي يوم وهم في دار يتبادلون الأحاديث، سأل عايداً ،رجل كريم ،كفيف،من أسرة آل الرشيد، كان معهم، ومن أسف ، لم أقف على اسمه أوجدت عملاً ياعايد..؟ فقال: ليس بعد.!

فقال : أنهض معي ، ونهض عايد ، ودخل به ،على الأمير فيصل  "الملك فيمابعد" رحمه الله، وأمسك بيد عايد، أمامه، وقال: أبا عبد الله،أتعرف هذا..؟؟
فقال: لا  فردّ: هذا عايد الطريفي، الناج الوحيد، من معركة الهبكة، وهو خرج لأمركم..!!
وقص عليه قصتها..والآن الرجل يبحث عن عمل ، منذ
أشهر، وهذا لا يجوز، في أمر المحاربين القدامى،
فقام الأمير، فيصل، رحمه الله، بتوظيف عايد، وعاش ..
بقية عمره، في الحجاز، ورزق بنين، وبنات، وأحفادا، وأسباطاً. رحمة الله، على تلك الأرواح، رحمة واسعة..!
ومدّ في أعمار الابناء.

بيان بأسماء القتلى بالمعركة



___________________


*لم يذكرها الكاتب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق